حوار : مني محمود
فتحت السيدة فيفي عصام قلبها لـ «بوابة الاِنفراد» وتحدثت عن رحلتها العلاجية مع إبنها “مازن” التي أصيب بالسرطان في الثانية من عمره ، وكشفت عن دور المستشفي معه ، ومعانات الأهالي والمرضى مع هذا المرض ، وأيضاً وجهت رسالة خاصة للأمهات التي لديهم أبناء مصابين بنفس المرض .
وإلى نص الحوار …
-كيف علمتِ أن إبنك “مازن” مصاب بالسرطان ؟
والدتي كانت بتحس إن في حاجة مدورة في بطنه وهي بتغير له ، وروحنا لدكاترة كتير قالولي دا فتاء أو كيس دهن لإنها مكانتش بتؤلمه ، لكن في دكتور واحد قالي أعمل أشعة وبعض الفحوصات كنوع من التأكيد والإطمئنان أكثر علي ابني ، وبالفعل وعملنا هذه الفحوصات وإكتشفنا إنه “ورم” وفي المرحلة الثالثة ، وبدأنا ناخد كيماوي مُكثف وبعد الجرعة الأولي طلبوا مني أحلق”لمازن ” حتي لايتأثر فيما بعد .
-حدثينا عن رحلتك مع الكيماوي ؟
أول جرعة أثرت في شكله وجسمه لإنه كان بيرفض أكل المستشفي ، وقالولي بعد الجرعة الثالثة هنعمل عملية وبعدها هياخد كيماوي مخفف ، ودا مكانش إتفقنا المفروض كان هيبقا فيه عملية بعد 5 جرعات ، والمستشفي غيرت البروتوكول دا بناءاً على حالة “مازن” لإنه إستجاب بسرعة في أول ثلاث جرعات .
وبالفعل بعد ثالث جرعة أخدنا الكيماوي المخفف ، وعملنا تقييم لقينا الورم كبر أكتر مانا ما داخلة بيه ، ورجع تاني مازن ياخد كيماوي أكتر وأقوى من الأول لمدة خمس أيام في الإسبوع بدل ثلاثة ، ودخل بعدها في حالة نفسية فقد بسببها النطق .
وكلمت الدكتور قولتله إبني فقد النطق بسبب حالته النفسية ، وإتكتب له بعض الأدوية النفسية لتحسين حالته ،و دخل إبني في غيبوبة تامة ومثانته تورمت ، وأنا مش عارفة حاجة يوم في التاني إبني مش بيصحى لدرجة إن الست اللي جمبي بقت تصرخ وتقول “العلاج هو اللي عمل فيه كدا ” ، كلمت الدكتور الفجر بعتلي دكتورة تانية أول ما شافت الحالة قالت :”إفتحوا العناية فوراً” ودخل الرعاية لمدة 13يوم ،
ولما طلع بعدها أخد الجرعة الثانية وقالولي هنعمل العملية ، بعد العملية مقابلتش ولا دكتور قالولي معرفناش نشيل كل الورم لإنه متواجد في أنسجة الكُلى ، ولما قولتلهم ليه ماشلتوش الكلى قالولي ماينفعش نشيلها ، وفاتحين لإبني من سورته لعموده الفقري من خلف ، وعملوا منظار في صوته والدكتور قالي “مازن مش هيتكلم تاني الكيماوي أهلك الأحبال الصوتية ” .

بعد العملية أدوله جرعة تاني من الكيماوي وبعدها إبني سخن وإتحجزنا «مناعة» ، وفي الوقت دا كانت فترة إمتحانات وأنا مدرسة مقدرتش أغيب والدتي إتحجزت بيه والعملية فكت وفضلوا سايبينها يومين وأمي اللي بتغير والدكاترة والتمريض قالولها “هتلم هتلم ” ، له لدرجة إنه إتصاب بالتسمم ، روحت وشوفت المنظر وفضلت أصرخ وجبت دكتوره له أمرت إنه يدخل العمليات فوراً ، وسابوله ثقب في جمبه كل يوم يدخل دكتور جراح وإنبي صاحي ومعاه حقن بيتادين وأدوية كتير ويحقن الثقب في جمبه ويُعصر في بطنه علشان يطلع المكروب .
فضلنا إسبوع علي هذا الحال لحد ما روحت لدكتور وقالي “إحمدي ربنا إن السرطان متنقلش في الدم لإن المكروب كان ممكن يعمل كدا لإن مازن مناعته سقطت بعد ما خرج من العمليات ” .
بعدها بدئنا كيماوي وخلص في نص شهر 4 ، ووقفنا لمدة شهرين وبدأ ياكل وشعره يطلع وراح حضانه ، وإتكتبت له أول جلسة إشعاع في 6/15 ، وبعدها أخدنا أجازة العيد و 6/30 .
وتاني يوم العيد لقيت عينه اليمين خرجت من وشه ، وإتصلت بالمستشفي قالولي تعالي وعملوا الفحوصات والإشاعات الدكتورة قالتلي الورم رد تاني في كل جسم مازن في الرئة والمخ والفخذ وكل مكان ، والسبب هو الفترة اللي قعدها في البيت .
-ماهو سبب عودة الورم بهذا الشكل ؟
الدكتور شرح لي علي مثال بسيط وهو : “إن المرض بدأ يفوق لنفسه ويستعيد قوته في الفترة اللي وقفنا فيها العلاج ولما عملنا الإشعاع المرض عرف إننا بنهاجمه هنا فبدأ يهرب والتأخير في الجرعات هو السبب ” .

-ماذا عن حالة إبنك بعد ذلك ؟
إبني إمتنع عن عمل البول والبراز بسبب إن الورم جه في “المثانة ” ، وفي يوم مكانش قادر يتنفس روحت المستشفي قالولي إمشي هو كان عايز أكسچين بس وإحنا أديناله ونسبة الأكسجين في جسمه كانت 80 ووصلت ل70 .
تاني يوم روحت أدوني “ترامادول” علشان يسكن الألام ، وإنبي رفضه وقالي حطي إيدك علي بطي واقريلي قرآن وأنا هنام ، وفعلاً كنت بعمل كدا وبينام .
-دور “الدكتور الخاص بالحالة” معك ؟
والدكتور قالي روحي خلي مازن يموت في البيت” قلت له ابني نفسه ٤٠ قالي خسارة في أطفال أولى منه بالسرير وأداله حقنه مورفين علشان تسكن الألام ، وإنبي بقا بيورم قدامي شيلت اللاين وفضلت أصرخ وقولتلهم محدش يدي لإبني مسكن ، وقعدت 3 أيام في الطوارئ رافضين يطلعوني غرفة .

-ماذا حدث بعد ذلك ؟
أدوني جهاز أكسچين وعلاج كتير وطلبوا لي الإسعاف علشان أمشي شيلت إبني علي إيدي كإني شايلة كفن وروحت ماشية .
-ماذا فعلتِ بعد ذلك ؟
واحدة صديقتي نزلت بوست إستغاثة علي موقع التواصل الإجتماعي “فيس بوك” ، لقيت دكتورة بتقولي أنا هفتح لك الرعاية وهخلي دكتور يستناكِ وهبعتلك الإسعاف بس شيلي البوست ، قولتلها :”هو أنا حياة إبني بقت متعلقة ببوست ” .
-كيف حدثت الوفاة ؟
سمعت الورم لينفجر في جسم إبني وأول ما إنفجر إبني قالي إديني مسكن ، وبعدها شال الجهاز وقالي “أنا بحبك أوي يا ماما ” ولفظت أنفاسه الأخيرة ، ودخلت في غيبوبة بعد الوفاة .
-إحكيلنا بعض المواقف التي مررتي بها ومستحيل تنسيها ؟
كان عندنا جَمَل في الشارع ومازن فضل واقف في الشارع لساعات طويلة يشاهد هذا الجمل وهو بيحلق ، وبعدها “مازن” سخن ودرجة حرارته وصلت ل ْ40 ،42 ْ وروحت المستشفي بيه لانه هيتحجز مناعة ، والممرض طلب مني أحطه تحت الدوش لإن حرارته مبتنزلش ، وأول ماحطيته لقيت شعره كله وقع ومبقتش عارفه أبني هيعمل إي لما يرفع راسه ، وبعدها رفع راسه قدام المراية وضحك كتير جدا وقالي “يافيفي أنا بقيت زي الجمل” … وفعلاً دا ترتيب ربنا .

-مَن كان يدعمك أثناء مرض إبنك ؟
أنا ووالده منفصلين و أهلي كانوا مسخرين تحت رجل مازن ، وإخواتي حلقوا شعرهم علشانه ، ووالدي هو من تكفل بمصاريف إبني ، وكان خدام لمازن ، أنا مدرسة رياضيات والناس وقفوا جمبي وربنا عمل معايا معجزة .
-وأخيراً ما هي رسالتك للأمهات التي يعانون مع أبنائهم المصابين بهذا المرض ؟
لازم الأم تبقى قوية ومتبينش لإبنها إنها ضعيفة ، وتسيبه ياكل ويشرب اللي هو عايزه مفيش حاجة اسمها ممنوعة ويسألوا دكاتره كتير ، خرجوهم وحسنوا نفسيتهم بلاش الطفل يشعر بالتعب ولا بالزعل إشتغلوا علي النفسية كويس جداً ، متعيطيش قدامه ودايماً إدعميه وصوريه وقوليله دايما إن شكله حلو .
Discussion about this post