كتبت: ريهام جمال
كثير ما يردد الناس قولا من الموروث الشعبي “اللهم اكفنا شر هذه الضحكة”، بعد إطلاق قهقات جراء الشعور بالفرح عقب طرفة أو خبر يحمل بشائر خير لكن ذلك القول المأثور يعكس مرضا يصيب بعض الناس الذي يخافون الشعور بالسعادة لأسباب وعوامل عديدة، ويطلق عليه اسم “شيروفوبيا” أو “رهاب السعادة”.
شيروفوبيا (بالإنجليزية: Cherophobia) أو رهاب السعادة (بالإنجليزية: Aversion to happiness) هي حالة نفسية يقوم فيها المريض بتجنب التجارب أو المواقف السعيدة.
وجاء المصطلح من الكلمة اليونانية “chairo” التي تعني السعادة أو الفرح، مع كلمة “فوبيا” وتعني “الرهاب” النفسي، ويخاف الأشخاص المصابون بالـ”شيروفوبيا” من المشاركة في الأنشطة المرحة والترفيهية التي عادة ما تجلب السعادة والسرور.
• مرض لا يرتبط بالحزن

وبحسب موقع “ديلي ميديكال إنفو” فإن الشخص الذي يعاني رهاب السعادة ليس بالضرورة أن يكون حزينا، لكنه يتجنب الأنشطة التي يمكن أن تؤدي إلى الفرح، ومن أمثلة ذلك تجنب حضور أنشطة مبهجة، مثل الحفلات أو الأفراح، ورفض الفرص التي يمكن أن تؤدي إلى تغييرات إيجابية في الحياة بسبب الخوف من أن سيئا سيحدث بعد ذلك.
وهناك بعض التصورات والأفكار التي يفكر بها الشخص المصاب برهاب السعادة، مثل أن السعادة ستجعله شخصا سيئا، أو أن محاولات البحث عن السعادة مضيعة للوقت والجهد.
أسبابها :-
أحد أهم أسباب هذه الحالة هو شعور الشخص بأن السعادة يليها حدث سلبي يفسدها، لذا فهو يتجنب كل ما يمكن أن يجعله سعيدا. كما لو كان عقابا لنفسه ضد الشعور بالارتياح.
في الثقافات الغربية، مثلاً في الثقافة الأمريكية “مفروغ منه تقريبا بأن السعادة واحدة من أهم القيم التوجيهية في حياة الناس”، الثقافات الغربية تحركها رغبة في تحقيق أقصى قدر من السعادة، والتقليل من الحزن. والفشل في الظهور سعيدا في الغالب يدعو إلى القلق .اتفق عليها في علم النفس الإيجابي الغربي والبحث عن الرفاه الشخصي.[4]

العوامل الثقافية :-
هناك أربعة أسباب رئيسية لتفادي الأفراد والثقافات السعادة: الاعتقاد بأنه عندما تكون سعيدا سوف تحدث أشياء سيئة، تجعل منك شخصا سيئا، التعبير عن السعادة سيئ بالنسبة لك ولغيرك .[5] على سبيل المثال، “بعض الناس -في الثقافات الغربية والشرقية- حذرون من السعادة لاعتقادهم بأن الأمور السيئة كالتعاسة والمعاناة والموت. تميل للحدوث مع الأشخاص السعداء.[6]
هذه النتائج “الدعوة إلى مسألة فكرة أن السعادة هي الهدف النهائي، واتفق في عدد من المقالات والمنشورات الذاتية حول ما إذا كانت بعض الخيارات من الأرجح أن تجعلك سعيدا “[6] بالإضافة، “في الثقافات التي تؤمن أن السعادة الدنيوية مرتبطة بالخطيئة والتدهور الأخلاقي .سوف تشعر فعلا بارتياح أقل عندما تكون حياتهم (حسب معايير أخرى) تسير على ما يرام[7]، حتى السعادة الشخصية ببساطة لا يمكن اعتبارها مقياسا للرضى بحياة الفرد، والمواقف مثل النفور من السعادة لها أثر هام لقياس السعادة عبر الثقافات، وترتيب الأمم في درجات السعادة .
العلامات التى تدل على الإصابة بالشيروفوبيا أو الخوف من السعادة هى تتضمن الآتى:
- رفض الشخص لأى تغيرات جديدة فى حياته قد تؤدى للشعور بالسعادة.
- رفضه أيضا حضور المناسبات السعيدة الأفراح وغيرها.
- عند شعورهم بالسعادة يخافون من وقوع شىء سيئ يصيبهم.
- يرفضون مشاركة الآخرين فى أى شىء يشعرهم بالسعادة ويفضلون العزلة.
- البكاء عند التعرض لأى شىء سعيد.

لذا يوصي استشارى الطب النفسى الأشخاص الذين يخافون من السعادة التغلب على أى أشياء قد تعيق الشعور بالسعادة، والتمتع بالأشياء المفرحة والسعيدة وعدم الخوف، وتذكر أن ما يصيبهم هو ما كتب لهم، وليس السعادة ما تؤدى إلى تعرضهم للمشاكل.
Discussion about this post