-التعلق بشخص بشدة يدخل تحت إطار الإدمان
-للأصدقاء دور في تعرض الشاب للإدمان
-الإدمان هو ظاهرة تعود غير تقليدي "تعود شرس"
-الإدمان والتعود وجهان لعملة واحده
حوار : مني محمود
أجرت «بوابة الانفراد»حوار خاص مع الدكتورة “ريما إمام” دكتورة القضايا النفسية و الجنسية، التي تحدثت عن دور الأصدقاء في تعرض الشاب للإدمان ، وأوضحت الفرق بين التعود والإدمان ، والعلامات التي تعبر عن وقع الشخص ضحية الإدمان ، وأردفت عن بعض الأثار الجانبية التي تحدث للمدمن أثناء تعافيه من الإدمان .
وإلى نص الحوار …
-علمنا أن رسالتك هي «كيفية العلاج من الإدمان» … فما هو الإدمان ؟ وهل يمكن التعافي منه ؟
“الإدمان” هو عدم القدرة النفسية والجسدية على التوقف عن إستهلاك مادة كيميائية أو دوائية أو نشاط ، علي الرغم من أنه يسبب ضرر نفسي وبدني وربما مادي ،
فهو «ظاهرة تعَود» غير تقليدي وتعود شرس، بعيداً عن فكرة إدمان العقاقير هو ممكن مدمن شخص فهو عملية تعود على شئ لا يمكن الإستغناء عنه ، و يمكن التعافي منه ولكن بعدة شروط.
-ما هي الدوافع التى تؤدي للإدمان ؟
أحياناً المدمن تكون دوافعه بسيطة في البداية وبكثرة إستخدامه للعقاقير يدخل في إتجاه الإدمان ، مثل بعض الأشخاص الذين يتناولون بعض المواد كنوع من المنشطات الجنسية ،ويرتقى هذا معهم إلى حد الإدمان أو التعود الغير مبرر ، فليس كل شخص مدمن يتناول هذه المواد بهدف الإدمان أحياناً بتبدأ بفكرة التجربة ، وتختلف من شخص لأخر بحسب نوع المخدر وفترة تعرضه له والظروف الإجتماعية التي يعيش فيها .

-هل هناك أنواع للإدمان ؟
للإدمان أنواع متعددة مثل إدمان الأشخاص ، الأشياء ، المواد المخدرة ،وقامت منظمة الصحة العالمية الأمريكية بتغيير منطوق “المدمن” لإنه ليس بالمعنى الحرفى ولكن يطلق عليه سوء استخدام العقاقير وليس إدمان .
فهناك أنواع أخرى ممكن أن يتعلق بها المدمن غير :”الترامادول ، الحشيش، الاستروكس ، الكحول ” وغيرها من المواد المخدرة ، فالتعلق بشخص بشدة يدخل تحت إطار “الإدمان” ، وحب الأكل كثيراً ، العمل ، الظروف الصعبة ” كل هذا يطلق عليه إدمان سلوكي وليس كيميائي .

-هل التعود على نوع معين من المسكنات يعتبر إدمان ؟
إذا لم يتم استخدامها بشكل متوازن ووفقاً لنشرة طبية فهي تعتبر إدمان ، فمن الممكن أن تدمن أدوية ، المسكنات ، الأعصاب ، هشاشة العظام ، لإن الإستخدام الغير متوازن لأي شئ يؤثر على العقل والجسد ونعتبره «سلوك إدماني» .
والإدمان بالمعنى الحرفي هو عدم القدرة على التخفيف أو التوقف من المادة التي يتم تعاطيها دون حدوث أثار جانبية على الجسم .
-ما هي العلامات والأعراض التي تؤكد وقوع الشخص ضحية «الإدمان» ؟
-هناك أعراض فيزيائية جسمية مثل :”القلق ، الهزات ، رعشات الجسم ، الغثيان التقئ ، الإعياء ، فقدان الشهية ، اإحمرار العين، الضعف الجنسي، أو الإفراط الجنسي ، ويميل لفكرة العدوان وتغيير السلوكيات التي إعتاد عليها في العملية الجنسية”
-أعراض سلوكية مثل :”العصبية المفرطة ، تغيير سلوكياته ، كالضحك في أوقات غير مناسبة ، أو الحزن في أوقات غير مناسبة ، الميل للوحدة ، الميل لتغيير الأماكن التي إعتاد عليها “
-أعراض إجتماعية مثل : العزلة الغير مبررة ، إنه ينعزل عن الناس بشكل مبالغ فيه ، أو العكس يُصبح إجتماعياً أكثر ، يُفضل التواجد في أماكن لم يعتاد عليها من قبل .
وهذه العلامات غير ثابتة وتختلف من شخص لأخر وفقاً لنوع المخدر التي تعاطاه بالإضافة إلى المدة وشخصية كل شخص .

-ما هو الفرق بين “الإدمان” و “التعود” ؟
“هما وجهان لعملة واحدة” ، فالإدمان هو التعود المرضي على شئ أو سلوك لايمكن الإستغناء عنه ، والتعود يرقى لفكرة الإدمان إذا لم يتم السيطرة عليه والإقلاع عن هذا السلوك .
-هل للأصدقاء دور في تعرض الشاب للإدمان ؟
“بالتأكيد” ، وليس للأصدقاء فقط فكل من يحيط بالشخص المدمن فهو مؤثر وله دور سواء بالإيجاب أو السلب ، وللأصدقاء دور مباشر وغير مباشر فلهم دور غير صحي في عملية الخروج عن المألوف خاصة في مرحلة «المراهقة» فهي مرحلة يكون الشخص فيها غير قادر على التفكير بشكل متوازن .
والأهل أيضاً عليهم دور كبير فأحياناً يكون التفكك الأسري أو العنف الأسري الذي يُمارس ضد المدمن سبب من أسباب تعرضه للإدمان ، هذا بالإضافة إلى المستوى الإجتماعي والثقافي والمادي التي يعيش فيه .

-ماذا عن شخصية “المدمن” ؟
المدمن هو شخص لديه ضعف في الشخصية، وعدم يقين بالله ، إرادته ضعيفة ، لديه نوع من أنواع “الإستسهال” ، فهو يهرب من عالم الواقع إلى عالم الخيال لتحقيق شيئاً ما فشل في تحقيقه في الواقع ، فيبدأ أثناء تناوله لهذه المادة يشعر بخروجه عن المألوف وأنه ذو قدرة خارقه ، ويصل بطموحه إلى أشياء كثيرة يخرج فيها من عالم الواقع إلى عالم الخيال والإفتراض وهو ما نسميه «بأحلام اليقظة» ، فالمدمن يميل للخيال أكثر .
-هل يمكن التعافي من «الإدمان» ؟
“طبعاً” ، بوضع خطة علاجية كاملة للعلاج السلوكي ، الإستشارات النفسية ، العلاج الكيميائي القائم على سحب المخدر من الجسم ، والأجهزة الطبية المتطورة ، كل هذا يساعد على تعافى المدمن بشكل أفضل .
وهناك مدرستين للتعامل مع الإدمان :
-الأولى هى «المدرسة الكيميائية» لإنسحاب المادة المخدرة في الجسم وذلك وفقاً لبعض الأدوية التي تناولها المتعاطي .
-الثانية هي «مدرسة التأهيل النفسي» والعلاج السلوكي المعرفي والجدلي لخروج المدمن من مرحلة الإدمان إلى عملية التعافي الكامل نفسياً ومعنوياً .

-وأخيراً ماهي الأثار الجانبية التي تحدث للمدمن بعد تعافيه ؟
ممكن أن يسبب العلاج بعض أنواع الإكتئاب ، الإنفصام في الشخصية ، والميل إلى الحِدة في بعض الأحيان ، يميل للنرجسية ، تعدد في الشخصيات ، ويتم علاجه بطريقة فعالة لخروجه للواقع بشكل مُفعّل وأكثر توازن ، نحاول نشر طاقة إيجابية لديه للتعامل مع الحياة بأنماط تفكير مختلفة ، ويتم متابعته بشكل مستمر حتى لا يعود للإنتكاسة مرة أخرى .

Discussion about this post