بقلم: إسلام كمال
الخضرة في الشجر، والحنين في الناي، والحر في الصيف، والبرد في الشتاء، وبيروت في قلب قلبي، وهل يحتاج الأمر إلى تفسير؟
تراودني منذ صغري ذكريات طفولتي في حلم السفر إلى بيروت، أظل جالسا أمام شاشة التليفزيون في فصلي الخريف والربيع أشاهد طبيعتها الفريدة المتنوعة التي جمعت بين الساحل والمناطق الجبلية المغطاة بالثلج.
وأخوض في حلم التسلق على الصخور نحو قمم جبالها الوعرة، والسير في طبيعتها واستكشاف المغاور بها، ويقطعني بين حين واخر، صوت فيروز الذي كان يصعب عليا فهمها في ذلك الوقت لكن لابد أن يستوقفك شجنها لتتامل وتصغي وتتساءل أي ارض تلك التي صنعت هذا الخيال؟.
إنها أرض الذهب “بيروت” العاصمة التي تتمتع بتنوع شعبها، وهم أغلبهم ينتمون إلي الدين المسيحي، وهي البلد الوحيدة بالوطن العربي التي يتولى رئاسته مسيحيون بحكم عرفي دستوري، وينقسم الشعب اللبناني إلى ١٨ طائفة معترف بها، وهم منتشرون في شتى أنحاء العالم حيث تقع من الشرق على البحر الأبيض المتوسط.
خاضت لبنان العديد من الحروب في الحرب العالمية الأولى وخضعت فيها لسيطرت فرنسا وسرعان ما كافح شعبها على الاستقلال، وتم رفع علمها بعد انتهاء الانتداب الفرنسي، وكان لعلمها دلالات رمزية، يرمز اللون الأحمر إلي الدماء التي أريقت دفاعا عن الوطن، واللون الأبيض إلي الثلج، وتم اختيار شجرة الأرز المشهورة التي تعيش في جبال لبنان لتكون رمزا للقداسة والخلود.
واليوم لبنان التي وحدت العالم بالسلام والنقاء، وأعادت تعريف الحب، تأتي أحلامها لترتدي حزاما ناسفا في أقرب قلب لها، وتقذف بشعلة لهب في ميناء بيروت، مضرما الحريق الذي هز عاصمتها وقتل أبنائها، ناهيك عن أضرارها التي طالت نصف المدينة.
تسبح اليوم بيروت في دمائها، وتحولت الي مدينة منكوبة، وها هي أبكت الوطن العربي، لكن دائما ما يظهر شعبها بدعم لوطنهم حتى يتتجاوز هذه الكارثة في ظل الظروف الإقتصادية الراهنة بسبب جائحة كورونا ، وسوف تحاسب كل المسئولين ورفع نتائجهم الي القضاء، حتى تظهر للعالم مدي شفايفتها ، وهنا يأتى دور الوطن العربي والدول الشقيقة بتعازيهم تعبيرا عن حزنهم الشديد.
وتقديم الدعم والمساندات ورفع المعاناة عنهم، حتى تسترجع لبنان نهضتها من جديد وان هذه الخسائر لا تحصى ولكن ذلك ليس أكثر من رغاوي وفقاعات صابون لها، وستظل لبنان عروسة الشرق، ومنبع للسلام والاستقرار.
Discussion about this post