بقلم: إيهاب الوزير
تعاني مجتمعاتنا المعاصرة من شيوع ظاهرة الإرهاب، والدليل علي تنامي تلك الظاهرة المشؤومة الدّماء التي تسيل في بلدان عديدة ، والتي ألقت بظلالها القاتمة على المشهد الإنساني العربي، والإسلامي، والعالمي.
والحقيقة أنّ الإرهاب ليس حكرًا على ديانة معيّنة وإن كان الإعلام يحاول جاهدًا أن يلصق هذه الظّاهرة بالإسلام، فالإرهاب هو وليد أفكار مشوّهة، وعقول سقيمة، ضلّت الطّريق وتاهت عن البوصلة الصّحيحة، وحتّى نتعرّف على الطّرق والأساليب التي يمكن من خلالها مواجهة الإرهاب ينبغي أن نعرف معنى الإرهاب وما هي الأسباب التي أدّت إليه.
يطلق مصطلح الإرهاب عل أي عمل عدواني يستخدم العنف والقوة ضد المدنيين ويهدف إلى إضعاف الروح المعنوية للعدو عن طريق إرهاب المدنيين بشتّى الوسائل العنيفة ،أو أيّ فعل أو قول يقصد مرتكبه من خلاله بثّ الرّعب والخوف في خصمه، وحمله على منهجه بالإكراه والغصب مع استخدام أساليب وحشيّة، تخالف الأعراف الإنسانيّة والقوانين الدّوليّة، وقد يكون الإرهاب إرهابًا فكريًّا عقائديًّا وقد يكون إرهابًا بالفعل او سّلوك عدواني.
ومن الأسباب التي تؤدي إلى تنامي ظاهرة الإرهاب ونشوئها في المجتمعات جهل الكثيرين بأخلاقيّات الحروب والمعارك الإسلاميّة، فقد أكّد النّبي عليه الصّلاة والسّلام على معان كثيرة حينما وضع ضوابط تحكم تصرفات أفراد جيشه حين قال لهم: “اغدو على بركة الله لا تقتلوا شيخًا، ولا صغيرًا، ولا امرأة، ولا عابدًا في صومعته، ولا تهدموا بناءً، ولا تقطعوا شجرة”، فكلّ هذه السّلوكيّات هي نوع من أنواع الإرهاب التي منعها الإسلام، وحاربها حتّى في أشدّ المعارك الإسلاميّة ضراوة، وغير ذلك من الأساليب الوحشيّة، كما يعدّ الفقر، والبطالة، والجهل، مثلث رئيسي مسبّب لشيوع ظاهرة الإرهاب.
العمل الإرهابي عمل قديم يعود بنا بالتاريخ مئات السنين ، فإنه لم يستحدث قريباً في تاريخنا المعاصر، ففي القرن الأول وكما ورد في العهد القديم، همت جماعة من المتعصبين على ترويع اليهود من الأغنياء الذين تعاونوا مع المحتل الروماني للمناطق الواقعة على شرق البحر المتوسط..
ولاننسي حقبة الثورة الفرنسية الممتدة بين الاعوام 1789 إلى 1799 والتي يصفها المؤرخون بـ”فترة الرعب”، فقد كان الهرج والمرج نمط تلك الفترة ، إلى درجة وصف إرهاب تلك الفترة “بالإرهاب الممول من قبل الدولة”. فلم يطل الهلع والرعب جموع الشعب الفرنسي فحسب، بل طال الرعب الشريحة الارستقراطية الاوروبية عموماً.
ويرى البعض ان من أحد الأسباب التي تجعل شخص ما إرهابياً أو مجموعة ما إرهابية هو عدم استطاعة هذا الشخص أو هذه المجموعة من إحداث تغيير بوسائل مشروعة، كانت إقتصادية أو عن طريق الإحتجاج أو الإعتراض أو المطالبة والمناشدة بإحلال تغيير.
وأخيرًا لا بدّ أن لا نستبعد الخيار العسكري في مواجهة الإرهاب كوسيلة ردع لمن تسوّل له نفسه العبث بمقدّرات الأمّة، وتخريب ديارها وأوطانها، وتمكين العدو من استباحتها والسّيطرة عليها.
Discussion about this post