كتبت:- ريهام جمال
مازال اسم الراقصة بمبة كشر مرتبطا بالشهرة والتألق، وكانت يطلق عليها “ست الكل”، فهي تربعت على عرش الغناء والرقص في مصر لمدة نصف قرن من الزمان، وفي نفس السياق نعرض بعض المعلومات عن أشهر راقصة في مصر.
بمبة أحمد مصطفى كشر، راقصة استعراضية مصرية.
ولدت في عام 1860م لأسرة ثرية، فجدها لأبيها هو مصطفى كشر أحد أعيان مصر ووالدها أحمد مصطفى أحد قارئي القرآن المشاهير وكانت أمها سليلة أعيان المماليك ويصل نسبها للأشرف إينال. توفى والدها وهى في الرابعة عشر من عمرها.

وتزوجت والدتها من المقرئ الخاص بالخديو توفيق، مما دفع بمبة وأخواتها لمقاطعة الأم والانتقال لمسكن آخر بجوار راقصة تركية معروفة وقتئذ كان اسمها سلم، التى اكتشفت موهبة “بمبه” في الرقص فاصطحبتها معها في جميع حفلاتها حتى اشتهرت وذاع سيطها بين الأجواء الفنية، فكانت الراقصة الأشهر للملوك والسلاطين في ذلك العهد، وكانت من أشد المنافسات للراقصة “شفيقة القبطية”
“يا بمبة كشر يا لوز مقشر” جمله كان يتغنى بها الرجال أثناء مرورها في الشارع حتى يفتح لها الطريق كى تمر.
كانت تمتلك الذكاء والإبداع وكان هذا سر نجاحها فكانت هي الأول التي قدمت حفلات الزار وجذبت جميع وجهات البلد وسياسيها وأيضا الشخصيات العربية المهمة .
تزوجت بمبة عدة مرات ومن بين أزوجها توفيق النحاس “شهبندر التجار” وأنجبت منه ابنيها حسن وخديجة وبعده تزوجت من أحد أعيان صعيد مصر الذي أهدها 60 فدان مهر، وأخيرًا تزوجت من أحد أعيان القاهرة الذي أهداها حنطور من أوربا منقوش عليه أسمها لتكون ثاني فنانة بعد شفيقة القبطية تركب الحنطور التي كانت تستقله وأمامها مجموعة من الرجال يفسحون الطريق.

أشتهرت بمبه بالرقص وهي حاملة صينية مليئة بالذهب والنقود كما أنها أول من نظمت مهرجان أطلقت عليه اسم حفلات الزار وكان يقام سنويًا.
كان برنامج الاحتفال والمهرجان يبدأ بقيام فرقة “حسب الله” باستقبال الجمهور من جميع الأقطار بعزف السلام الوطني المصري ثم الحفل الراقص الذي تحييه بمبة كشر .
ربما تتعجب من مقدار جمالها أو منظر حاجبيها، ولكن بالنسبة لهذا العصر فكانت مصر متأثرة بمقاييس الجمال الموجودة في “ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﺟﺎﺭﻳَّﺔ”، والتي كانت موجودة في بلاد فارس “1796- 1925”.
ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻘﺎﺟﺎﺭﻳﺔ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺟﺒﻴﻦ ﺍﻟﺴﻤﻴﻜﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﺼﻠﻴﻦ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺤﺮﻳﻢ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻠﻤﻠﻚ ﺍﻟﻘﺎﺟﺎﺭﻱ (ﻧﺎﺻﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺷﺎﻩ) ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻦ ﻣﺴﺘﺤﻀﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺠﻤﻴﻞ ﻟﺮﺳﻢ ﺍﻟﺸﺎﺭﺑﻴﻦ ﻭﻭﺻﻞ ﺍﻟﺤﺎﺟﺒﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺍﻓﺘﻘﺎﺭﻫﻦ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻼﻓﺘﺔ
كانت ترقص وعلي رأسها صينية ممتلئة بالمال والذهب، وكان الباشاوات يطلقون عليها لقب “ست الكل”.
-كانت تشترط ألا تشاركها مطربة أو عالمة أخري الحفل الذي تحييه ،قامت بفرش شارع الموسكي بأكلمه بالسجاد الفاخر بعد عودة سعد زغلول من المنفى .

ووصلت درجة اعتزاز بمبة بنفسها أنها كانت تسير وسط حراسة خاصة وكانت ثاني فنانة بعد شفيقة القبطية تركب الحنطور التي كانت تستقله وأمامها مجموعة من الرجال يفسحون الطريق، وكان الحنطور أحضره لها خامس أزواجها وكتب الحروف الأولي من اسمها باللغة الإنجليزية بالذهب الخالص وكان قد اشتراه لها من أوروبا.
ووصل صيتها وحضور حفلاتها وتربعت علي عرش الفن الاستعراضي لسنوات عديدة بدون منافس ووصل التنافس عليها لأعلي درجاته وأصبحت حياتها أشبه بالأساطير وقصص ألف ليلة وليلة.
والمثير أن بمبة كشر رغم الشهرة الواسعة التي حققتها لم تلحق بركب السينما، وحينما عرفت مصر طريق السينما في عشرينات القرن العشرين كانت هي تجاوزت الستين من عمرها.
ومن ثم لم تظهر سوي في فيلم «ليلي» الصامت الذي أنتج عام 1927 تأليف وداد عرفي وعزيزة أمير واستفان روستي وميري منصور وجسدت فيه بمبة كشر شخصية سلمي والدة «ليلي» «عزيزة أمير» ثم صورت فيلم «بنت النيل» من تأليف محمد عبدالقدوس عن مسرحية «إحسان بك» بطولة عزيزة أمير وأحمد علام وعباس فارس وحسن البارودي بالاشتراك مع المطرب عبداللطيف البنا من إخراج روكا وعمر وصفي وعرض لأول مرة في السينما 1929/4/25
وبدأ المرض يشتد عليها بعد التصوير لتودع عالمنا في صمت عام 1930 من دون أن تحصل علي نصيبها من السينما.
Discussion about this post