كتبت : وفاء عاشور
مصر من الدول السياحية الأولى، حيث أنها تحتوى على ثلث أثار العالم ، وتتنوع الأثار المصرية مابين الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية.
وتتميز مصر بوجود بعض الأثار الإسلامية الجذابة للسياح ومنها :
مسجد عمرو بن العاص :بنى فى مدينة الفسطاط التى أسست على يد المسلمون فى مصر بعد أن فتحها عمرو بن العاص عام20هجرى، الموافق لعام641 ميلادى ، كان يسمى بمسجد الفتح والعتيق وتاج الجوامع ، ويعد أول مسجد تم إنشاءه فى أفريقيا ورابع مسجد فى الإسلام .
التخطيط المعماري للمسجد :
المسجد في تخطيطه المعماري الأصلي يتكون من مساحة مستطيلة طولها نحو 45 متراً وعرضها نحو 27 متراً .
أحيط الجامع من جهاته الأربع بطريق ، و لم يكن له صحن ولا محراب مجوف ولا مئذنة وكان به منبر.
بنيت جدران الجامع الخارجية من الطوب اللبن وكانت خالية من الزخارف أما ارتفاع الجامع من الداخل فمن المرجح أنه كان حوالي ثلاثة أمتار مثل: المسجد النبوي .
أجريت على جامع عمرو بن العاص عدة زيادات وإضافات خلال عصور إسلامية مختلفة وحتى عصرنا الحالي.
أما التخطيط الحالي للجامع : فإنه يتكون من مدخل رئيسي بارز يقع فى الجهة الغربية للجامع الذي يتكون من صحن كبير مكشوف تحيط به أربعة أروقة ذات سقوف خشبية بسيطة، أكبر هذه الأروقة هو رواق القبلة ، وبصدر رواق القبلة محرابين مجوفين يجاور كل منهما منبر خشبي، كما يوجد بجدار القبلة لوحتان ترجعان إلى عصر المماليك .

يوجد بالركن الشمالي الشرقي لرواق القبلة قبة، يرجع تاريخها إلى عبد الله بن عمرو بن العاص، أما صحن الجامع فإنه يتوسطه قبة مقامة على ثمانية أعمدة رخامية مستديرة الشكل، وكانت نوافذ الجامع القديمة مزخرفة بزخارف جصية لا زالت بقاياها موجودة بالجدار الجنوبي، أما عقود الجامع فى رواق القبلة فإنها ترتكز على أعمدة رخامية ذات تيجان مختلفة استجلبت من عمائر قديمة.
ويحظى مسجد عمرو بن العاص بمكانه كبرى فى قلوب المصريين ، حيث تتوافد مئات المصليين على المسجد وخاصة فى شهر رمضان، ويبلغ عدد المصلين فى يوم 27 رمضان من كل عام أكثر من مليون مصلى.
الجامع الأزهر: يقع الجامع الأزهر في الجهة الجنوبيّة الشرقيّة في أراضي مدينة القاهرة، ويوجد تحديداً قُرب القصر الكبير الشرقيّ، بين حي الديلم شمالاً، وحي الترك جنوباً، وأُسِّس في عهد جوهر الصقلى بأمر من المعز لدين الله أول الخلفاء الفاطميين فى مصر، وتم إنشاءه فى 970م، وهو أقدم أثر فاطمى فى مصر ، ويُصنَّف في المرتبة الرابعة بين مساجد مصر، من حيث الإنشاء، ويُعدّ المسجد الرئيسيّ للقاهرة، ،ويعتبر ثاني أقدم جامعة قائمة بشكل مستمر في العالم بعد جامعة القرويين، في القرن الرابع عشر حقق الأزهر مكانة بارزة باعتباره مركز لدراسات الشريعة والفقه واللغة العربية، وأصبح قبلة الأنظار للطلاب من جميع أنحاء العالم الإسلامي، حتى بلغ عدد من درسوا به حوالي ثلث علماء المسلمين في مصر ، ويذكر أن الفاطميين سموه بالأزهر نسبة إلى فاطمة الزهراء ابنة النبي محمد التى سميت بإسمها أيضا مقصورة فى المسجد .

مسجد أحمد إبن طولون : أسسه أحمد إبن طولون مؤسس الدولة الطولونية فى مصر والشام بمدينته القطائع ، يقع فى شارع الخضيري في حي السيدة زينب، تم بناءه في سنة 265هـ ، الموافق لعام 879م ،ثالث مسجد جامع بنى فى عاصمة مصر الإسلامية بعد جامع عمرو بن العاص فى الفسطاط، وجامع العسكر، شيد المسجد فوق ربوة صخرية كانت تعرف بجبل يشكر.
يعتبر مسجد أحمد بن طولون أول مسجد معلق بنى فى مصر،بلغت تكلفة إنشاءه مائة وعشرون ألف دينار كان مصدرها كنز عثر عليه بن طولون في الجبل ، ويذكر أن سبب بناءه هو ضيق جامع مدينة العسكر بالمصلين ، وعرف الجامع في القرن الرابع الهجري الموافق العاشر الميلادي “بالجامع الفوقاني”، تمييزاً له ، ويشتهر الجامع الطولوني بمئذنته الوحيدة من نوعها والتي لا يوجد مثيل لها بين المآذن في مصر، وصممت المئذنة، التي يبلغ ارتفاعها 40.44 متراً من سطح الأرض، على طراز المئذنة الملوية في مدينة سامراء العراقية، ويلتف حولها سلم خارجيّ يصل إلى سطحها،ويتميز جامع أحمد بن طولون أن بناءه مقاوم للنيران ولمياه الفيضان ،استعمل مسجد أحمد بن طولون فى منتصف القرن الثامن عشر كـ”ملجأ للعجزة.

ويعد جامع ابن طولون من أكبر الجوامع في مصر، إذ تبلغ مساحته الكلية شاملة الزيادات 26 ألف و318 متراً مربعاً.
Discussion about this post