كتبت : وفاء عاشور
إحدى دول الخلافة الإسلامية ، والوحيدة بين دول الخلافة التى اتخذت من المذهب الشيعى مذهباً رسمياً لها، وتدعى بدولة بنى عبيد ، وهى الدولة الفاطمية.
وقد بدأت الدولة الفاطمية من خلال الدعوة لها فى أمصار المغرب الغربى، عن طريق أبى عبدالله بن حوشب، وبدأ تاريخ الدعوة لقيامها منذ عام 280 هجريا ، وتم الإعلان عن الخليفة الفاطمي الأول عبيد الله الملقب بالمهدى سنة 296هجريا.
وسميت بهذا الإسم نسبة إلى فاطمة الزهراء إبنه الرسول صلى الله عليه وسلم .
ويذكر أن الفاطميين قاموا بضم مصر لهم بعد حروب عديدة ، واتخذوا منها عاصمة لهم ،ولقبوا المنصورية بالقاهرة فى عام 358 هجريا ، فى عهد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله معد بن تميم.
وقامت الدولة الفاطمية بعد أن ضعفت الدولة العباسية وانتشرت الإضطرابات وكثرت فيها الفتن ، وتمردت الكثير من الولايات على الخليفة العباسي خاصة الولايات البعيدة عن مركز الدولة العباسية.
أوّل خُلفاء الدولة الفاطميّة كانَ عبيد الله المهديّ وذلك في سنة 297هجري، واستمرّ حُكمه حتّى توفيّ في عام 322هجري، وتسلّم الخلافة بعد ذلك القائم محمد أبو القاسم حتّى سنة 334 هجري، ثُم بعد ذلك تولّى المنصور إسماعيل أبو طاهر حتّى سنة 341 هجري، وجاءَ بعدهُ المعز لدين الله، الذي بنى القاهرة، وتوفيّ في عام 365 هجري ليستلم من بعده العزيز بالله نزار أبو منصور، الذي توفى في سنة 386 هجري، فالحاكم بأمر الله المتوفّى سنة 411 هجري، فالظاهر علي أبو الحسن سنة 427 هجري، فالمستنصر سنة 487 هجري، و كانَ آخر خُلفاء الدولة الفاطميّة هوَ العاضد عبدُ الله أبو محمّد، والذي توفّي سنة 567 هجري، وانتهت الدولة الفاطمية لصالح الحاكم الأيوبيّ صلاح الدين .
وكان للدولة الفاطمية أثر كبير فى التاريخ المصرى بشكل خاص، حيث إزدهرت العلوم والفنون في العصر الفاطمي وكانت القاهرة ملجأ للطلاب من أنحاء العالم للتزود بالعلم والمعرفة وبنيت بها دار الحكمة والأزهر وانتشرت الكتب وجعل المال من أجل الشعراء والأدباء، وارتبطت الكثير من العادات والتقاليد والطقوس والقصص الشعبية بالدولة الفاطمية في مصر، حيث ما زال التأثير الفاطمي موجود في مصر أثناء شهر رمضان والأعياد.
هناك العديد من الآثار المصريّة الإسلاميّة في العصر الفاطمي، ومنها: جامع الأزهر، ومسجد أبو المعاطي في محافظة دمياط، وجامع العتيق، ومسجد التوبة في بوصير بمركز الصف في محافظة الجيزة، ومشهد القباب السبع أو السبع بنات في القرافة الكبرى جنوب الفسطاط، وجامع الحاكم بأمر الله، وجامع سيوة بواحة سيوة في محافظة مرسى مطروح، ومسجد زاوية الجيوشي في سفح جبل المقطم، ومسجد الشيخ عطية عز الدين بن يحيى المعروف بأبي الريش في مدينة دمنهور، وجامع الأولياء، وجامع الرفاعي في القلعة، وجامع الأقمر، وجامع الظافر والجامع العمري في محافظة قنا.
من أسباب سقوط الدولة الفاطمية :
نشر المذهب الشيعي والعمل على محاربة المذهب السني بكل قوة والتضييق عليه، وذلك رغماً عن شهادة العديد من المؤرخين بتسامح بعضاً من الخلفاء الفاطميين مع جميع المذاهب الإسلامية.
شيوع الفساد والانحلال في الدولة، حيث ساد الترف والبذخ العالي في قصور خلفائها إلى حد غير مسبوق، بينما كان الشعب يعاني أشد أنواع المعاناة من وطأة الضرائب العالية المفروضة عليه ومن الفقر.
التهديد المباشر للحملات الصليبية للدولة الإسلامية سواء في مصر أو في بلاد الشام، ومن هنا كان بروز الحاجة الشديدة إلى إعادة الوحدة بين أقطار الخلافة العباسية للعمل على صد العدوان الصليبي، وقد تمكن من تحقيق ذلك بالفعل القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي، والذي استطاع الوصول إلى حكم مصر وأنهى الدول الفاطمية بها، ونشر المذهب السني والمدارس السنية في مصر والشام، واستطاع التصدي للحملات الصليبية ولخطرها الشديد .
Discussion about this post