كتبت : وفاء عاشور
اليوم العاشر من شهر محرم فى التقويم الهجرى، ويعتبر يوم من الأيام المباركة عند المسلمين ، هو يوم عاشوراء ، وهو اليوم الذى نجى فيه موسى من فرعون ، ويعده الشيعة يوم عزاء وحزن؛ لأنه يصادف اليوم الذى قتل فيه الحسين بن على حفيد النبى محمد .
ويذكر أن صيامه له فضل كبير عند أهل السنة ، فصيامه يكفر سنة ماضية .
وفى رواية أخرى أطلق المغاربة على يوم عاشوراء، يوم زمزم، وفي هذا اليوم، يقوموا ببعض الطقوس منها رش الماء على بعضهم البعض وعلى مقتنياتهم تبركاً، ويحاول التجار بيع كل بضائعهم. ويعقب عاشوراء “ليلة الشعالة”، حيث يجتمعون حول نار وهم يرددون أهازيج، بعضها يحكي قصة مقتل الحسن والحسين، دون أن يشير إليهما بالاسم، بل يسميهما في كل المقاطع باسم “عاشور”، وتتخللها نياحة وأهازيج أخرى، وتقدم الأسر الزكاة أو عشر أموالها التي دار عليها الحول للفقراء.
سبب صيام عاشوراء:
السّبب الرّئيسي والأول وراء تشريع صيام يوم عاشوراء، هو أنّ الله سبحانه وتعالى قد نجّى فيه سيّدنا موسى عليه السّلام وقومه بني إسرائيل من بطش فرعون وملئه، فقد روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (قدم النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجّى الله بني إسرائيل من عدوّهم، فصامه موسى – عند مسلم شكراً – فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فأنا أحقّ بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان يوم عاشوراء يوماً تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – يصومه، فلمّا قدم المدينة صامه، وأمر النّاس بصيامه، فلمّا فرض رمضان قال: من شاء صامه ومن شاء تركه) رواه البخاري ومسلم، وعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – يقول: (إنّ هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب عليكم صيامه، وأنا صائم فمن شاء صام، ومن شاء فليفطر) رواه البخاري ومسلم .
حكم صيام يوم عاشوراء:
عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: (أمَر النبيّ – صلّى الله عليه وسلّم – رجلًا من أسلَمَ: أن أذِّنْ في النّاسِ: أن مَن كان أكَل فليَصُمْ بقيةَ يومِه، ومَن لم يكُنْ أكَل فليَصُمْ، فإنّ اليومَ يومُ عاشوراءَ) رواه البخاري، وقد وردت الكثير من الأحاديث في التّخيير في أمر الصّيام، فمن شاء صام ومن شاء ترك الصّيام، وقد جاء هذا التّخيير في الأحاديث لإبطال الإيجاب، وليس لإبطال الاستحباب، وذلك لأنّ صيام يوم عاشوراء كان في بداية الإسلام أمراً واجباً أمر به الرّسول – صلّى الله عليه وسلّم – حتّى أنّه كان قد أمر من تناول الطّعام أن يمسك ويصوم، وذلك كما ورد في حديث سلمة بن الأكوع السّابق، والنّبي – صلّى الله عليه وسلّم – صامه وأمر المسلمين بصيامه.
وقد شرع لنا الله عزّ وجلّ أن نخالف أهل الكتاب من خلال صيام يوم قبله، فقد ورد في مسند أحمد، أنّ النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – قال: (لئن سَلِمْتُ إلى قابلٍ لأصومَنَّ التاسعَ، يعني عاشوراءَ)، فلم يأت العام التّالي إلا وقد توفّي النّبي صلّى الله عليه وسلّم، وقد جاء الأمر بصيام يوم قبل يوم عاشوراء ويوم بعده.
ولا يعدّ صيام يوم عاشوراء مشابهةً لأهل الكتاب، لأنّنا كمسلمين نأخذ بالسّبب الذي أخذوا به وهو لنا في الشّرع صحيح، وهم قد أخذوا به وهم كفّار، وبالتالي فإنّه لا ينفعهم في شيء، فقد أخرج مسلم: (كان أهلُ خيبرَ يصومون يومَ عاشوراءَ، يتَّخِذونَه عيدًا، ويُلبسُون نساءَهم فيه حُلِيَّهُم وشارَتَهم، فقال رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ – فصوموه أنتُم).
وقد قال بعض الفقهاء إنّه يكره صيام عاشوراء وحده، وقال بعضهم إنّه أمر مباح، وقد اختار شيخ الإسلام: أنّه لا يكره صيام عاشوراء وحده، ولا شكّ أنّه ينبغي أن يصوم يوماً قبله أو يوماً بعده، ولا يصومه وحده، ولكن لو أنّ إنساناً لم يستطع صوم عاشوراء إلا وحده فحينئذٍ نقول تزول الكراهة للحاجة، أمّا لغير حاجة فلا ينبغي صيامه وحده، وهذا ابن عباس راوي بعض أحاديث صيام يوم عاشوراء يصوم يوماً قبله ويوماً بعده مع صيام عاشوراء.
مراتب يوم عاشوراء :
المرتبة الأولى: صيام التاسع، والعاشر، والحادي عشر من مُحرم. المرتبة الثانية: صيام العاشر والتاسع من مُحرَّم.
المرتبة الثالثة: صيام العاشر والحادي عشر من شهر مُحرَّم. المرتبةالرابعة: صيام عاشوراء فقط.
ومن مظاهر الاحتفال الخاصة بيوم عاشوراء عند المصريين ، هو طبق الحلوى المسمى بـ”عاشوراء” وهو خليط من القمح واللبن والسكر تقدم في أطباق، ويكون منزوعا منه قشرة، وقد يستبدل الأرز بالقمح، ويزين عادة بالجوز والبندق والزبيب ، وتقوم الأسر المصرية بتبادل الأطباق وتوزيعها .
كما كان احتفال المصريون في عهد دولة المماليك عبارة عن تعليق الزينات والمواكب وإنشاد الأناشيد، بالإضافة لإعداد الموائد التي تتكون من اللحوم والأرز والسكر والعسل.
Discussion about this post